أنواع العمرة تمثل تنوع في صور أداء هذه الشعيرة المباركة، مما يمنح المسلم خيارات متعددة بحسب وقته وظروفه مع بقاء المقصد الأسمى واحدًا وهو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فالعمرة بركنيها الروحي والعملي تجمع بين الإحرام والطواف والسعي والتحلل لتشكل رحلة إيمانية لا تضاهيها رحلة أخرى.
والتعرف على أنواع العمرة يساعد المسلم على أداء نسكه بوعي ومعرفة مستحضرًا فضل هذه العبادة وأثرها في تطهير القلب وزيادة الإيمان.
أنواع العمرة
- الإفراد بالعمرة
ويقصد به أن يؤدي المسلم العمرة وحدها دون أن يقترن بها الحج، حيث يبدأ المعتمر بالنية قائلًا: “لبيك اللهم عمرة”، ثم يشرع في مناسكها كاملة مستقلة عن الحج.
- القران بالعمرة
وفي هذا النوع يجمع المسلم بين العمرة والحج في نسك واحد فينوي قائلًا: “لبيك اللهم حجًا وعمرة معًا”، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾، وهناك شروط محددة لصحة القران، منها:
- الإحرام بالحج قبل البدء بطواف العمرة، فيجمع النية بينهما قبل إتمام الطواف.
- الإحرام بالحج قبل فساد العمرة، مع اشتراط الشافعية أن يكون القران في أشهر الحج.
- سلامة العمرة والحج من الفساد، فلو جامع المحرم بعد إتمام أربعة أشواط من طواف العمرة صحت عمرته وفسد حجه، وبذلك ينفك القران بينهما.
- أن لا يكون الحاج أو المعتمر من أهل منطقة المسجد الحرام.
أركان العمرة
أنواع العمرة تنقسم بحسب آراء الفقهاء في تحديد أركانها، حيث اختلفت المذاهب في ذلك، ويمكن تلخيص أقوالهم كالتالي:
- مذهب الحنفية
جعل الحنفية للعمرة ركنين فقط، وهما:
- الطواف بالبيت الحرام.
- السعي بين الصفا والمروة.
- مذهب الشافعية
يرى الشافعية أن أركان العمرة خمسة، وهي:
- الإحرام.
- الطواف.
- السعي بين الصفا والمروة.
- حلق الشعر أو التقصير.
- ترتيب الأركان بالترتيب المذكور.
- مذهب المالكية والحنابلة
اتفق المالكية والحنابلة على أن أركان العمرة ثلاثة، وهي:
- الإحرام.
- الطواف.
- السعي بين الصفا والمروة.
الأفعال التي يستحبّ القيام بها في العمرة
تتنوع الأفعال المستحبة أثناء أداء العمرة وهي أعمال تعزز من روحانية النسك وتزيد من أجر المعتمر، تمامًا كما تختلف أنواع العمرة في طريقتها وأركانها بين المذاهب، وهي:
- الأفعال التي يستحبّ القيام بها قبل الإحرام
يستحب للمسلم الاغتسال كهيئة للطهارة، قص الأظافر، إزالة شعر العانة، مع التطيب في البدن دون مس ملابس الإحرام بالعطر، وهذه الأعمال تهيئ المعتمر نفسياً وجسدياً للبدء في المناسك بروح خاشعة.
- الأفعال التي يستحبّ القيام بها بعد الإحرام
يسن للمسلم التلفظ بالتلبية قائلًا: “لبيك اللهم عمرة” مع رفع الصوت للرجال فقط، كما يستحب الاشتراط بأن يقول: “اللهم إن حبسني حابس فمحِلي حيث حبستني”، وهي سنة ثابتة عن النبي ﷺ تقي المعتمر من الحرج إن منعه عذر قهري.
- الأفعال التي يستحبّ القيام بها أثناء الطواف
يفضل تقبيل الحجر الأسود إن تيسر دون إيذاء الآخرين والاضطباع للرجال بكشف الكتف الأيمن، والإكثار من الدعاء والذكر، ثم أداء ركعتين بعد الفراغ من الأشواط، وهذه الخطوات تمثل جوهر التقرب إلى الله، مثلما تمثل أنواع العمرة تنوعًا في أداء الشعيرة نفسها.
- الأفعال التي يستحبّ القيام بها أثناء السعي بين الصفا والمروة
يستحب بدء السعي من الصفا بقول: “نبدأ بما بدأ الله به”، والهرولة بين العلمين الأخضرين، والإكثار من ذكر الله تعالى والدعاء في كل خطوة طلبًا للقبول والرحمة.