بين الطواف والسعي هناك تفاصيل خفية تضيف للعمرة روحًا أعمق وسكينة أكبر، تفاصيل قد لا تكون من الأركان، لكنها تحمل أجرًا عظيمًا وأثرًا لا يُوصف، وفي هذا المقال، نقترب معًا من تلك سنن العمرة التي تحيي القلب وتزيد الرحلة نورًا، فهل أنت مستعد لاكتشافها؟
سنن العمرة
-
الغسل قبل الإحرام
من سنن العمرة الغسل لمن أراد العمرة سواء كان رجلاً أو امرأة، حتى الحائض والنفساء، ويكفي الوضوء لمن لم يستطع، باتفاق المذاهب الأربعة.
وقد ثبت أن النبي ﷺ أمر الحائض والنفساء بالإحرام والغسل وقضاء المناسك كلها إلا الطواف (رواه أحمد وأبو داود والترمذي).
-
صلاة ركعتين قبل الإحرام
يسن أداء ركعتين بعد الغسل وقبل الإحرام، ويستحب أن يقرأ في الركعة الأولى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، وفي الثانية: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾.
ويجزئ عنهما أي صلاة نافلة أو فرض، كما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنهما اقتداءً بالنبي ﷺ (رواه البخاري).
-
لبس إزار ورداء
يستحب للرجل لبس إزار ورداء أبيضين نظيفين عند الإحرام وإن لبس غيرهما أجزأه، ويحرم من غير المخيط، أما المرأة فتحرم في ثيابها المحتشمة دون تقييد بلون معين، ويستحب أن تكون بيضاء، حيث قال ابن عمر رضي الله عنهما: “وليُحرِم أحدكم في إزار ورداء ونعلين…” (رواه أحمد).
-
4. إزالة الغبر “الشعث”
يستحب تنظيف البدن قبل الإحرام: بقص الأظفار، والشارب، وحلق العانة، ونتف الإبط، والتطيب في البدن لا في الثوب، قالت عائشة رضي الله عنها: «كنت أُطيب رسول الله ﷺ لإحرامه قبل أن يحرِم» (رواه أبو داود).
-
الرمل في الطواف
من سنن العمرة للرجل أن يسرع بالمشي مع تقارب الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف دون النساء، حيث قال ابن عمر: “كان النبي ﷺ إذا طاف الطواف الأول، خبَّ ثلاثة أطواف، ومشى أربعة” (رواه الشيخان).
-
استلام الركن اليماني
- يسن استلام الركن اليماني باليد، والدعاء عنده: “اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد ﷺ”
قال ابن عمر: “ما تركتُ استلام الركنين منذ رأيتُ النبي ﷺ يَستلمهما” (رواه مسلم).
-
تقبيل الحجر الأسود
من سنن العمرة أن يقبل المعتمر الحجر الأسود إن استطاع، فإن لم يتمكن استلمه بيده، حيث قال ابن رشد: “أجمعوا على أن تقبيل الحجر الأسود خاصةً من سنن الطواف إن قدر، وإن لم يقدر قبل يده.”
-
صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم
يستحب بعد الطواف صلاة ركعتين خلف المقام إن تيسر، وإلا ففي أي موضع من المسجد، فـ عن ابن عمر: “طاف النبي ﷺ بالبيت سبعًا، ثم صلى ركعتين عند المقام، ثم خرج إلى الصفا.” (رواه ابن ماجه)
-
الموالاة بين السعي والطواف
تستحب الموالاة بين الطواف والسعي، وكذلك بين أشواط السعي نفسها، حيث قال الخطيب الشربيني: “ويسن الموالاة في مرات السعي، وكذا بين الطواف والسعي.”
-
الشرب من ماء زمزم
من سنن العمرة أن يشرب المعتمر من ماء زمزم بنية صادقة، لما فيه من البركة والشفاء، حيث قال النبي ﷺ: “ماء زمزم لما شرب له.” (رواه ابن ماجه)
-
زيارة النبي ﷺ
من المستحبات بعد أداء العمرة زيارة مسجد النبي ﷺ والسلام عليه، وهو من آداب السفر إلى المدينة، حيث قال ﷺ: “من زار قبري وجبت له شفاعتي.” (رواه الدارقطني)