الطباعة حكاية إنسان مع فكرة يريد أن يثبتها على ورق؛ من نقوش بدائية إلى آلاتٍ دقيقة تقوم بإخراج النص والصورة في لحظات حيث أنها عبارة عن جسرٌ بين المعرفة وجمهورها، تدفع العلم والتجارة والثقافة إلى الأمام، وهنا تأتي أهمية مراحل تطور الطباعة ضمن هذا المشهد الواسع.
وفيما يلي سنقدم لكم مقال تفصيلي يتناول ما هل مراحل تطور التكنولوجيا، وكيف أثّرت في التعليم والاقتصاد والثقافة، وما الذي يفيدك عند اختيار التقنية المناسبة اليوم، فتابع ما يلي لتتعرف عليها:
مراحل تطور الطباعة عبر العصور
بدأت الطباعة كنقوش وختم على الطين والجلد ثم انتقلت إلى ألواح الخشب التي تعيد نفس الرسم على ورق أو قماش وأحدثت الطباعة بالحروف المتحركة نقلة نوعية عندما أصبحت الحروف تصاغ منفصلة ثم تُعاد تشكيلها للسطر والصفحة، ثم انتشرت المطابع في أوروبا مع سهولة نسخ الكتب وأصبحت المعرفة أسرع تداولًا وأوسع تأثيرًا، ودخلت الطباعة الحجرية لتتيح رسومات دقيقة وتدرجات لونية تناسب الملصقات والخرائط.
مراحل تطور الطباعة بالتفصيل
عبر العصور مرت الطباعة بتطويرات مختلفة لتكون أسهل في نقل الخبر أو التاريخ المحفور والمكتوب، سنحاول فيا يلي نعطيك فكرة عن كل مرحلة بشكل مختصر:
الطباعة الخشبية
كان يتم حفر الصورة أو النص على لوح خشبي ثم يحبر ويضغط على الورق لإنتاج النسخ، وكانت مناسبة للرسوم الكبيرة والزخارف والملصقات القديمة بدقة محدودة في التفاصيل الدقيقة، بالإضافة أن تكلفتها الأولية منخفضة لكن إعداد كل لوح يستغرق وقتًا ويصعب التعديلات السريعة.
الطباعة المتحركة
ثم انتقلت مر احل تطور الطباعة بعد ذلك إلى الطباعة المتحركة وكانت تعتمد على حروفًا منفصلة يتم ترتيها في قوالب لتكوين الأسطر والصفحات ثم تُعاد استخدامها مرارًا.
وأحدثت الطباعة بعد ذلك ثورة في نشر الكتب والصحف بتكلفة أقل وسرعة أعلى من النسخ اليدوي جودتها مستقرة للنصوص الطويلة لكنها أقل مرونة مع الصور والرسومات المعقدة.
الطباعة باستخدام المكبس الدوّار
وهنا كان يتم لف الصفائح على أسطوانات دوارة لنقل الحبر بسرعة إلى الورق المتحرك، مناسبة للكميات الكبيرة مثل الجرائد والمجلات بسبب سرعتها العالية، وكانت تتطلب تجهيزات صناعية وضبطًا دقيقًا لكنها تقلل تكلفة النسخة الواحدة عند الإنتاج الضخم.
الطباعة بالإزاحة أو الأوفست
تعتبر من أفضل مراحل تطور الطباعة حداثة حيث كان يتم نقل الحبر من اللوح إلى بطانة مطاطية ثم إلى الورق لتحقيق حدة وتجانس عاليين، تُعد معيار الطباعة التجارية للكتب والكتالوجات وعبوات المنتجات بدقة ألوان ممتازة، بالإضافة أنها كانت فعالة جدًا في الكميات المتوسطة والكبيرة مع زمن إعداد يحتاج بروفات ومعايرة.
الطباعة باستخدام آلة الطباعة الخطية
في تلك المرحلة كانت الطباعة عبارة عن آلة تصبّ أسطرًا معدنية كاملة بدل حروف منفصلة لتسريع إعداد الصفحات واستطاعت في خفض زمن تجهيز الصحف والكتب قبل ظهور الحلول الرقمية، وتعتبر أحدى أهم مراحل تطور الطباعة في يومنا هذا لدورها التاريخي والتعليمي بعد أن حلّت محلّها أنظمة صف الحروف بالحاسوب.
طباعة الشاشة السيريغرافي
يدفع الحبر عبر قماش مُحجب وفق تصميم لتغطية أسطح متنوعة كالمنسوجات والبلاستيك، وهي إحدة أنواع الطباعة المثالية للملابس واللافتات والعبوات بمتانة عالية وألوان كثيفة، لكنها بطيئة نسبيًا في تغييرات التصاميم لكنها ممتازة للمواد غير الورقية.
الطباعة النافثة للحبر
من بين مراحل تطور الطباعة التي يجب أن نتحدث عليها هي الطباعة النافثة وكانت ترشّ رؤوس دقيقة قطرات حبر مباشرة من الملف إلى المادة المطبوعة، وكان تتميز في مرونتها في الأحجام والمواد وتدعم الطباعة عند الطلب والتخصيص الفردي، وجودتها عالية للصور لكن تكلفة الحبر قد ترتفع إذا زادت المساحات الملونة.
الطباعة باستخدام الليزر
ثم تطورت الطباعة بعد ذلك لتتم بالليزر عن طريق تكوين صورة كهربائية على الأسطوانة ثم ينقل مسحوق الحبر إلى الورق ويثبّته بالحرارة، ومن مميزاتها أنها سريعة وحادة للنصوص والمستندات وتناسب المكاتب ومطابع الأعمال الصغيرة، بالإضافة أن تكلفة الصفحة للنص منخفضة بينما الصور الفوتوغرافية أقل غنىً من النافثة للحبر.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
ثم ننتقل إلى آخر مراحل تطور الطباعة مع هذا النوع حيث يتم تكديس المادة بطبقة فوق طبقة لصنع مجسّمات حقيقية من البلاستيك أو المعادن أو الراتنج، ومن مميزاتها:
- مثالية للنماذج الأولية وقطع الغيار القصيرة والتخصيص الهندسي السريع.
- كانت أكثر سرعة لكن تتوقف سرعتها وتكلفتها بحجم النموذج ونوع المادة ودقة الطبقات المطلوبة.
اقرأ أيضًا: ما هي الشبكة العنكبوتية
كيف تختار التقنية المناسبة لمشروعك؟
وبعد التعرف على مراحل تطور الطباعة وأنواعها، دعونا ننقل لكم كيفية اختيار تقنية الطباعة المناسبة للمشروع الخاص بك:
- المشاريع الصغيرة تستفيد من الرقمية لأنها تبدأ دون إعداد قوالب.
- الكتب والمجلات الكبير ة العدد تميل إلى الأوفست لتقليل تكلفة النسخة.
- العبوات تحتاج طباعة دقيقة ومقاومة لعوامل الرطوبة والاحتكاك.
- الأقمشة تتطلب تقنيات تناسب الامتصاص وعمر الغسيل المتكرر.
- اللافتات الخارجية تحتاج أحبارًا مقاومة للأشعة والطقس.
كيفية الطباعة بصورة صحيحة
- اطلب عينات ورق فعلية لأن اللون يتغير بتغير السطح والملمس.
- قم بتثبيت أوضاع الصور ودقتها لتفادي أثر البيكسلة في المنتجات النهائية.
- نسّق طبقات الملف بوضوح حتى تكون المعالجة سهلة في ورشة الطباعة.
- راجع النصوص لغويًا قبل الإرسال لأن تكلفة الخطأ تتضاعف بعد الإنتاج.
- اتفق على جدول زمني واقعي يشمل وقت المراجعة والبروفات والمعالجة.
ومن هنا نكون تناولنا مراحل تطور الطباعة باختصار، اخبرنا في التعليقات هل كان المقال مفيد، وإذا كان هناك سؤالًا يخطر ببالك حول هذا الموضوع اخبرنا في التعليقات لنوفر لك إجابة دقيقة.