يتكرر السؤال كثيرًا: ما هو أفضل وقت للعمرة؟ فبين الزحام والسكينة والمواسم المختلفة يبحث الكثيرون عن اللحظة التي تجمع بين الأجر والراحة، لكن هل هناك بالتأكيد وقت مميز تختلف فيه العمرة عن باقي الأيام؟ دعنا نأخذك في جولة توضح لك كل ما تحتاج معرفته قبل أن تختار توقيت رحلتك الروحانية.
رمضان أفضل وقت للعمرة
يعد شهر رمضان من أعظم الأوقات التي يستحب فيها أداء العمرة، لما في هذا الشهر الفضيل من فضل مضاعف وأجر عظيم، وقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضانَ عدل حجَة معي”، وهو ما يدل على منزلة العمرة في هذا الوقت تحديدًا.
وقد أكد الفقهاء من المذهب الحنفي أن أداء العمرة في شهر رمضان مستحب وذو فضل عظيم، واستدلوا بذلك بما رواه النبي عليه الصلاة والسلام حين خاطب امرأة لم تستطع الحج معه قائلاً: “فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي”، ما يدل على أن العمرة في رمضان تعادل في الأجر حجّة مع النبي.
ومن المهم أن ندرك أن هذا الثواب لا يختص بوقت معين من الشهر، بل يرجى للمسلم بمجرد أداء العمرة في أي يوم من أيام رمضان، سواء في أوله أو وسطه أو آخره. إلا أن أداء العمرة في العشر الأواخر من رمضان يعد أفضل، لما لتلك الأيام من مكانة عظيمة فهي خاتمة الشهر الكريم، وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
ومن هنا يتضح أن أفضل وقت للعمرة هو شهر رمضان المبارك وخاصةً في أيامه الأخيرة لما يجمع فيه من فضل الزمان وفضل العمل، فينال المسلم بذلك أجرًا عظيمًا لا يقدر بثمن.
وقت جواز العمرة
يجوز للمسلم أداء العمرة في أي وقت من أوقات السنة وفي أي شهر من شهورها، فهي غير مرتبطة بوقت معين ويؤديها المسلم متى أراد، ولا تكره في أي زمن سواء كانت في أشهر الحج أو غيرها.
ويمنع المسلم من أداء العمرة فقط في حالة واحدة وهي إذا نوى الحج وبدأ في أداء مناسكه، ففي هذه الحالة يجب عليه إتمام الحج أولاً، خاصةً إذا كان قد أوشك على الانتهاء منه ثم يُؤدي العمرة بعده، إذ لا يجوز له أن يحرم مرتين بالحج والعمرة في نفس الوقت.
وبذلك فإن أفضل وقت للعمرة هو جميع أيام السنة، باستثناء الحالة التي يكون فيها الحاج متلبسًا بالحج.
حكم تكرار العمرة
اختلف الفقهاء في حكم تكرار العمرة في السنة الواحدة على قولين:
- القول الأول
ذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة بالإضافة إلى عدد من المالكية، إلى جواز تكرار العمرة في نفس السنة دون كراهة، وهو ما نقل عن عدد من الصحابة مثل علي، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة، وأنس رضي الله عنهم.
واستندوا في ذلك إلى حديث النبي ﷺ: “اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته”، كما اعتمدوا على الأحاديث التي تبين فضل العمرة، وأجاز الشافعية أداء أكثر من عمرة في الشهر نفسه، بل حتى في اليوم الواحد إن تيسر، ورأى ابن قدامة أن تكرارها في الشهر الواحد أمر مستحب.
- القول الثاني
المالكية: تكرار العمرة في السنة الواحدة غير مستحب، باعتبار أنها عبادة تجمع بين الطواف والسعي، فلا ينبغي تكرارها في العام نفسه كما هو الحال في الحج، واستندوا في ذلك إلى أن النبي ﷺ لم يعرف عنه أنه اعتمر أكثر من مرة في السنة الواحدة.
ويفهم من ذلك أن أفضل وقت للعمرة قد يتكرر حسب الاستطاعة، ما لم يقصد التكرار في وقت تكره فيه عند بعض الفقهاء.